📁 آخر الأخبار

فيسبوك يحظر المستغفرين.. المزيد من الهُراء “بنكهة دينية” يجتاح المواقع العربية !


الهراء العربي للأسف ما زال في تزايد مستمر يومًا بعد يوم.. آخر هذا الهراء كان عن ناسا: الشمس قد تشرق من مغربها، والذي لم يعدوا عن كونه مجرد كلام خالٍ من أي مصادر علمية أو توثيقية بهدف كسب الإعجابات والمشاركات.

لعل المزعج فيه أنه اجتاح المواقع العربية كما اجتاح المغول بغداد، وسببّ ضررًا جسيمًا في عقلية الأمة الإسلامية والعربية التي تُعرف بتحققها من كل خبرٍ تقرأه أو تسمعه قبلَ أن تقوم بنشره، والتي لا أعتقد أنها ستستفيق من هول المشهد كونها أمّة تحمل مصداقية عالية .. لا تصدقني بالطبع!

اليوم موعدنا مع هراء عربي جديد ألا وهو “فيس بوك يحظر المستغفرين” ولكن الفرق اليوم هو أنه يحمل نكهة إسلامية قليلًا (أنت تعلم أنّ اللحم لا يؤكل من دون بضع نكهات كالبهار والملح..)

خلاصة هذا الهراء هو أن فيس بوك سيقوم بحظر أي شخص يكتب جملة “استغفر الله العظيم” على حائطه في فيس بوك -كمنشور وليس كتعليق- وهو الأمر الذي يحصل فعلًا، ولكن ليسَ لأن ماروك زكيرببرغ يهودي، أو كافر مرتد زنديق وعدو لله ورسوله والمؤمنين أجمعين إلى يوم الدين ويريد إضعاف شوكة الإسلام والمسلمين، بل المشكلة تقنية بحتة في الواقع، دعونا نتعرف على تفاصيلها.

لكن أولًا، مالذي يزعمه هذا الهراء؟

تقول الأسطورة -الصحيحة في الواقع، الخاطئة سببًا- أن فيس بوك سيقوم بحظر حساب أي شخص يقوم بكتابة جملة “استغفر الله العظيم” كمنشور على حائطه الشخصي، وسيتم قفل الحساب ولن تتمكن من استرجاعه إلى أن تجتاز تلك المرحلة البغيضة التي تجبرك على التعرف على صور أصدقائك (والتي معظمها صور خواريف وصواريخ وخواريط ومخاريط لا علاقة لذاتك البشرية بها لا من قريب ولا من بعيد).

حتى الآن، كل شيء صحيح، إن جرّبت ذلك (وأنصحك ألا تفعل لكي لا تقع في ورطة وتدعو عليّ لاحقًا) فسترى أن حسابك يتم اقفاله، إذًا فالموضوع صحيح!! فيس بوك يحارب الإسلام والمسلمين إذًا، كما أن مارك قد قبضَ ملايين الدولارات من وزارة الدفاع الأمريكية لإخراج المسلمين من فيس بوك، ولكن فيس بوك – ولكونه يمتلك خبراء في مجال الذكاء البشري – ركّز على المستغفرين بالتحديد لكونهم لا يمتلكون أي سيئات، وبالتالي فإنّ الأدعية التي يدعونها ستكون أكثر استجابة من غيرها..!

وبالتالي تريد أمريكا وإسرائيل أن تحارب هذه الفئة أولًا لتخرجها من فيس بوك لتتخلص من ضررها.. مخطط جهنمي إغريقي موزمبيقي خطير وحقيقي.. أليس كذلك؟ بالطبع لا، إذًا لماذا تم حظر هذه الجملة المعينة دونًا عن غيرها..؟ أصدقائنا مطوروا التطبيقات “التغريدية” الإسلامية لديهم الجواب.

التطبيقات الإسلامية هي سبب الكارثة

لن أتحدث في هذا المقال عن مدى بؤس وتخلف حياة من يظنّ أنه ينصر الإسلام والمسلمين، ويساهم في تحرير فلسطين عبر اشتراكه في التطبيقات اللاإسلامية والتي تنشر الأذكار والأدعية اللطيفة للإسلام الوسطي الجميل على حسابك تلقائيًا بمجرد أن تشترك بها .. ولكنني سأقول لك بأنها السبب فيما حصل.

 واحد من هذه التطبيقات (أو لعله أكثر من واحد) قام بنشر منشور يحتوي على جملة "استغفر الله العظيم" على حسابات الملايين من المشتركين فيه بشكل هائل، إلى درجة أن خوارزمية الحماية التلقائية في فيس بوك ظنّت أن أحدهم اخترق كل هذه الحسابات ونشر نفس المنشور، فقام الموقع تلقائيًا بحظر الجملة.

هذه هي كل القصة، لاحظ كلمة "تلقائيًا"، يعني لا مارك ملحد ويهودي وعميل لأمريكا وإسرائيل ولا وزارة الدفاع قامت بعمل ضغوطات على فيس بوك ليقفل كل حساب ينشر تلك الجملة، ولا خالتي أم اصطيف تعثّرت بشريط التغذية الرئيسي لأحد سيرفرات فيس بوك الحساسة فسبب المشكلة.

الأمر كله بتلك الآلية والبساطة، انتشرت الجملة بنفس الوقت على عشرات الآلاف من الحساب فتم حظرها تلقائيًا، كما يتم حظر أي سبام تراه هنا وهناك ينشر روابط مواقعه الملغمة.. لا أكثر ولا أقل.

هذا الأمر كان ليحصل مهما كانت الجملة “السبامية” التي تنتشر، سواء كانت بالهندية، الفرنسية، العبرية، الموزمبيقية.. وبالواقع هذا الأمر يحصل طوال الوقت مع الروابط (لاحظ دومًا أن فيس بوك يعتبرك كمستخدم Spam عندما تنشر روابط تلغيم مُتعرف عليها)، ولا أستبعد أن الأمر حصل مع تطبيقات أخرى من نفس النوع بلغات أخرى، وبالتالي لا جديد هنا، الأمر ليس حملةً على الإسلام والمسلمين ولا شيء من ذلك.

الجانب المشرق بالأمر هو أن جميع حسابات المشتركين في هذه التطبيقات قد تم قفلها تلقائيًا، هذا رائع في الواقع، ما أجمل أن نتخلص من حسابات آلاف الناس الذين يشتركون في تطبيقات لا يعرفونها تقوم بالنشر نيابةً عنهم ويزعجوننا دومًا بالإعلانات الدعائية وأخبار مزعجة هنا وهناك.

جميل أليس كذلك؟ للأسف فرحتنا لم تدم لأن أصحاب هذه الحسابات قادرون على استرجاع حساباتهم عبر الإجابة على بضع أسئلة أمنية، يا فرحة ما كملت، اعذرني فأنا لا أمتلك ذرة مشاعر لأستخدمها هنا عوضًا عن تهكمي  فيسبوك يحظر المستغفرين.. المزيد من الهُراء بنكهة دينية يجتاح المواقع العربية !

نصيحة لوجه الله

لا تشترك مطلقًا بأي تطبيق يقوم بالنشر التلقائي نيابةً عنك، مالذي يدريك أن صاحب هذا التطبيق لن يستغل حسابك وحسابات الآلاف غيرك لينشر روابط Spam خاصة به لكي يكسب بضع قروش من إعلانات موقعه.

مالذي يدريك أن صاحب هذا التطبيق لن ينشر أي روابط تلغيم واختراق، إباحية أو لا أخلاقية على حسابك الشخصي؟ كيف وأنت تتمتع بكامل قواك العقلية تقوم بالإشتراك بمثل هكذا تطبيقات؟ لا تفعل يا صاح، لا تفعل، حسابك على المواقع الإجتماعية له هدف أسمى من الإشتراك في تطبيقات الأدعية.

هذه الحادثة يجب أن تكون درسًا لكل من يشترك في تطبيقات النشر التلقائي، اشتراكك في هذه التطبيقات ساهم في انتشارها، وانتشارها ساهم في اعتبار الجملة على أنها سبام عندما تم نشرها في نفس الوقت، وبالتالي أنت جزء من المشكلة باشتراكك في مثل هذه التطبيقات.

رجاءً يا صاح، أنا عبدٌ فقير مريض مسكين جائع ومتعب، ألا يحقُ لي أن أستغفر ربّي على فيس بوك؟ لذا لا تشترك في تطبيقات تساهم بإفساد ذلك علينا ! أوه ولا تنسى جزئية أنك قد ترى أمورًا لا تعجبك على حسابك الشخصي بفيس بوك..

لذلك أنصحك بأن تبحث عن هدف في حياتك البسيطة وتعمل على تحقيقه عوضًا عن البحث عن هذه التطبيقات وتحويل حسابك الشخصي لمنشر غسيل

[sourec]
تعليقات