بعد عملك لفنجان القهوة أو كوب الشاى على حسب أيهما تفضل، وجلوسك على جهازك لتقوم بعملك أو بتصفحك المعتاد على الإنترنت، أو ربما تراجع دروسك وتقوم بواجباتك وبجوارك الفنجان أو الكوب، يمر من الوقت أكثر أو أقل من ساعة، وتصبح أنت في غمار عملك وتركيزك، تقرأ بتركيز، وصلت للبيت الأخير من لعبة باتل فيلد، تقوم بكتابة الكود لبرنامج ما، تكتب على الوورد تقرير أو مقال، وإذ فجأة بدون سابق إنذار تسود شاشة الجهاز وينطفئ التكييف أو المروحة وتنطفئ المصابيح أو “تحرق”.
هنا أنت ليس أمامك سوى خيارين لا ثالث لهما، الخيار الأول والأقل خطورة على صحتك وأموالك أيضاً أنك ستعتبره الروتين اليومي الذي يحدث عادة وتتجه لنشاط قمت بالتخطيط له مسبقاً في مثل هذه الظروف، أما الخيار الثاني فلا أستطيع أن أشرحه لك لكن من أقل نتائجه على أقل تقدير هو تدمير جهازك والفنجان أو الكوب، وإن لم تكن قمت بحفظ عملك بضع مرات قبل إنقطاع التيار فالله المستعان.
المهم أن هذه المواقف أصبحت روتيناً يومياً، وأستطيع أن أتخيل عشرات السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث، وللأسف ليست في بلد واحد فالناظر في أحوال العباد أنها في معظم بلادنا العربية كسوريا ومصر والعراق، لذا دعنا بدل أن نلعن الظلام – هذه العبارة ليست مجازاً :) – نقد شمعة تضيئ لنا، بمعنى آخر دعنا نفعل شيء مفيد، لذا هذه خمس أشياء تستطيع الإستفادة من عملها أثناء إنقطاع التيار الكهربائي:
1- القـــراءة
ينقطع التيار الكهربائي ليلاً أو نهاراً، فإذا كان بالنهار فهذا جيد إلى حد ما، فتستطيع أن تنتقي كتاب من كتبك المفضلة وتنجز بعض الفصول فيه، كما تستطيع الإستفادة من بطارية جهازك في القراءة إذا كانت لديك بعض الكتب الإلكترونية، وإذا لم يكن حظك جيداً مع البطارية أو أن إنقطاع التيار كان ليلاً، فتستطيع سماع الكتب الصوتية بدلاً من قراءتها ولديك هذه المصادر لتجهز بعض الكتب لتلك الظروف الطارئة وتضعها على هاتفك.
2- التمارين الرياضية
من الممكن أن تقوم بتنشيط جسدك قليلاً بالقيام ببعض التمارين، وتوجد بعض التمارين البسيطة التي تستطيع فعلها في خمس دقائق وممارستها كلما أتتك فرصة، من أشهر التمارين تمرين الضغط فهو مفيد لعضلة الصدر والبطن ومع تغيير وضعية اليد يفيد عضلة الكتف أيضاً، و تمرين آخر وهو تمرين البطن وهو مفيد أيضاً للظهر كل ما ستحتاجه هو تثبيت قدمك والإستلقاء والنهوض بمنتصف جسدك العلوي، يوجد تمارين عدة أيضاً مفيدة كالعقلة والجري، وإذا كان الجو حاراً قليلاً فالسباحة هي الحل.
3- التأمل والإسترخاء
يمكنك إختيار ألا تفعل شيء فقط تستلقي وتسترخي، أو تخرج للخلاء تراقب السماء والنجوم وإذا كنت قريباً من مسطحات مائية فإختيار جيد أن تجلس بالجوار، وتترك هموم الدنيا خلف ظهرك وتجلس قليلاً لتستريح من زخم التقنية والبشر، لتشعر بعظمة هذا الكون وعظمة خلق الله وإبداعه فى هذا الملكوت الواسع، فبعض أعظم الإكتشافات أتت من التأمل في الكون والتعرف على أسراره، فقط دع أذنيك تستمتع بحفيف الرياح وعينك تلتذ بزرقة السماء نهاراً ولمعان النجوم ليلاً.
4- المشي
إذا لم تستطع أن تقوم بالتأمل والإسترخاء فقم بالتمشية قليلاً، فالتمشية مفيدة وتستطيع أن تستمع لكتاب صوتي في ذات الوقت، والمشي أو ركوب الدراجة سواء فالأثنان يؤديان نفس الغرض وهو إفادة الجسم وتصفية الذهن، فلو لديك مكان مفضل تذهب إليه فجرب أن تتمشى إليه قليلاً، أو حتى جرب التمشية لمنزل صديق أو قريب في بلدة مجاورة إذا لم تكن الكهرباء مقطوعة عنه بالطبع.
5- التخطيط والمحاسبة
يمكنك عند إنقطاع التيار أن تخطط لحياتك، ومستقبلك ماذا ستفعل وماذا ستعمل، أو يمكنك ببساطة أن تحاسب نفسك على تقصيرك فكما قال الفاروق رضى الله عنه ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)، فذلك الوقت فرصة جيدة بعيداً عن الأجهزة والعمل لتحاسب نفسك على ماذا فعلت في دنياك وحياتك، وما الذي تخطط لفعله وما هي مشاريعك المستقبلية.
الأشياء التي نستطيع عملها في هذه الأوقات كثيرة، ومن الممكن أن ننجز فيها الكثير، فقط فكر لحظة ما الأمر المهم الذي تستطيعه ولن يحتاج للكهرباء لعمله وماهي أولويات تلك الأعمال، إذا كانت لديك أفكار أخرى شاركنا بها!