بعد الهجوم الارهابي الذي حدث مؤخراً بمقهى “ليندت” بسيدني، إجتاح الخوف نفوس المسلمين في استراليا خاصة بعد الكشف عن هوية الإرهابي الذي قام بالهجوم ، والذي اتضح انه مسلم من أصل إيراني له تاريخ حافل بالجرائم وأعمال العنف والتطرف ..
ومن هنا جاء هاشتاج ” سأركب معك” “#illridewithyou” ، بدأت القصة عندما كتبت فتاة استرالية تدعى راشيل جايكوب على موقع تويتر:
انها كانت تجلس بجوار امرأة مسلمة في القطار ورأتها تخلع حجابها ، فركضت نحوها وطلبت منها ان ترتديه قائلة : ارتديه سوف أمشي معك .. فبدأت الفتاة المسلمة في البكاء وعانقتها ومضت في طريقها بعد أن إرتدت حجابها “
أعجب الكثيرين بتصرف راشيل تجاه تلك الفتاة المسلمة، وألهمت هذه القصة فتاة استرالية تدعى “سير تيسا” والتي غردت قائلة :
“إذا كنت معتاداً على أخذ الباص رقم 373 بين محطتي كوجي ومارتين باي، وترتدي ملابس دينية، ولا تشعر بالأمان وحدك ، سأركب معك! راسلني على تويتر لتحديد موعد”
ثم تابعت بعد لحظات بتغريدة أخرى تقول فيها:
” ماذا لو بدأنا هاشتاج؟ ماذا عن سأركب معك #illridewithyou؟
بعد هذه التغريدة تدفق سيل من التغريدات التي تفاعلت معالهاشتاج الذي أطلقته “سير تيسا”..
وفي غضون ساعتين، كان عشرات الآلاف من الاستراليين تفاعلوا مع الهاشتاج، وإنضموا لتقديم الدعم والمساعدة لكل مسلمة/مسلمة خائف من أن يركب المواصلات العامة وحده خشية التعرض للمضايقات !
خلال ساعتين فقط، كان هناك أكثر من 40 ألف تغريدة، وفقاً لتويتر استراليا؛ ووصلت إلى 150 ألف تغريدة في أربع ساعات .. ولازال التفاعل في ازدياد ..!
بالتأكيد انها لفتة رائعة تعكس مدى رقي المجمتع الإسترالي، ورفضه للعنف والتطرف لا للإسلام..
ولكن السؤال ؛ لماذا لا يوجد هذا القدر من التسامح في بلادنا العربية ، في الوقت الذي يطل علينا بأبهى صوره فى بــلاد إعتــاد بعضنا على وصفهـا بالكُفــر والإلحــاد والعنصـرية طوال الوقت؟
نحن الذين لا نفوت مناسبة دينية أو وطنية دون أن ننادي بالتسامح والمساواة ، والتي بالفعل تظل مجرد شعارات نطلقها في الهواء في المناسبات والأعياد .. ويبقى الحال كما هو عليه ، ويزداد فقرنا للتسامح وإحترام الغير يوماً بعد يوم!
المقال يعبر عن رأي الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي إنعكاس