الآن تراني Now you see me .. جولة في عالم “ساحر” حرفياً

آخذكم اليوم فى جولة فى عالم مختلف ، عالم خفة اليد و الان تراه ،الان لا تراه .. الخيال والقدرة على فعل الكثير فقط من خلال الثقة بالخيال والقدرات الخاصة،  قد لانؤمن بالسحر لكن هناك درجات من التحكم فى خفة اليد تجعل العقل يصدق لثوانى أن ما يراه غير منطقى ويفوق قدراته على التخيل.

و الفيلم الذى نتحدث عنه هو فيلم حديث العهد تم إنتاجة عام 2013 وأعتقد ذلك أثر كثيراُ فى عوامل الإبهار به فمن دون الحيل التكنولوجية الكثيرة التى تم إستخدامها خلال تصويره لما كان للفيلم هذا الشأن.

بداية الفيلم فى مدن مختلفة حيث نتعرف على أربعة من سحرة العروض المختلفين كل واحد منهم لديه عامل إبهار ويتم جمعهم عبر شخص مجهول الهوية لا نتعرف عليه إلا فى نهاية الفيلم.

الخيول الأربعة
الأول: دانيال أطلس الذى يعتمد عرضه على أوراق اللعب وإبهار المشاهدين فى إستنتاج الأوراق التى يحملوها كل مرة وخفة يد تفوق المعتاد.

الثانى: مريت ماكينى الذى نتعرف عليه فى وهو يقوم بالإحتيال على إحدى نزلاء الفندق الذى يعمل به بعد ما عرف عن طريق قراءة لغة الجسد و التنويم المغناطيسى خيانته لزوجته فيبتزه بالمال مقابل أن يجعل زوجته تنسى هذا الإكتشاف وهو ذو القدرة الأكثر إبهاراً وإختلافاً بين الأربعة.

الثالث: جاك وايلدر أصغر السحرة فى السن والذى يقوم بإستغلال موهبته فى الإلهاء حتى يقوم بسرقة المشاهدين ولكن مواهبه تتضح أكثر من خلال الفيلم.

الرابعة: هينيلى ريفز السيدة الوحيدة فى الفريق، فتاه جميلة تتقن الهروب من أصعب المواقف وتتميز بخفة فى الحركة وكانت على علاقة سابقة مع دانيال مما يجعلهم متوترين سوياُ طوال الوقت.

بعد عام من جمع هؤلاء الأربعة نفاجئ بهم تحولوا إلى أربعة سحرة محترفين ذوى عرض مبهر للغاية فى أفخم المسارح وفى أول عرض لهم يقومون بسرقة بنك فى فرنسا وهم فى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق السحر !!

بالطبع تم القبض عليهم وبما أن الإتهام بالسرقة عن طريق السحر ليس مدرج فى قوانين الولايات المتحدة و قوانين أغلب الدول على ما أعتقد تم الإفراج عنهم ليظهر فى أحداث الفيلم الضابط ديلان والساحر السابق وكاشف حيل السحرة ثاديوس والذى يقوم بدوره النجم مورجان فريمان، ليخرجوا من السجن ويقوموا بعرض أخر وجريمة أخرى ويهربون.

ويجب هنا أن نتوقف عند الشخصية التى قدمها مورجان فريمان الساحر الذى يكون دليلنا طوال الفيلم لنعرف كيف يحدث مانراه ؟ هو ساحر سابق لكن وجد أن كشف العروض السحرية مثمر مادياً أكثر من مكاسب إقامة العروض ذاتها.

وبالطبع لايستطيع كشف الحيل أكثر من العالم بدهاليز هذا العالم، ومع قدرات فريمان التمثيلية العالية نجد أمامنا أكثر شخصيات الفيلم جاذبية، سواء بإبتسامته العارفة ببواطن الأمور أم بتفسيراته التى تفتح أمام المشاهد أبواب مغلقة.

لماذا تشاهد هذا الفيلم؟
الفيلم يعتمد كما قلنا على الإبهار الشديد فى العروض التى يتم تقديمها، والإمكانيات التكنولوجية التى يتم إستخدامها، وكذلك فى الأسرار خلف  الطرق التى يستخدمها المحتالون الأربع فى جرائمهم، وتجعلك طوال الفيلم تشعر كما لوأنك فى حاجة إلى شيرلوك هولمز لتعرف كيف فعلوها ؟

وشيرلوك هولمز هذا الفيلم هو مورجان فريمان الذى يكشف لنا الأسرار وراء كل خطوة لكن بعد القيام بها، مما يجعل المشاهدين والشرطة متأخرين دوماً بعدة خطوات.

هذا بالطبع غير عامل تشويق أخر هو لماذا يفعلون ذلك ؟ هم قادرين على السرقة بسهولة كما هو واضح فلماذا يقومون بها من خلال عرض سحرى يشاهده الألاف وتحت أنظار الشرطة ؟ ما الذى يدفعهم للإصرار على تأكيد أن السحر هو السبب رغم إنهم اول من يعرفون أنها خطة معقدة هم فقط جزء منها ؟

وكذلك لم نعرف حتى النهاية من هو من جمعهم وخطط لهم هذه الخطط العبقرية، وحولهم من سحرة عروض مغمورين لهذه الواجهة الإعلامية الشهيرة وأصحاب عروض تتكلف الملايين.

و الحوار بين أبطال الفيلم يتميز بالسرعة والحيوية، ولكنه فى مجمله غير مميز إلا فيما يتعلق بشرح الساحر ميريت لحيله فى قراءة لغة الجسد والتعرف على أفكار الناس، ومشاعرهم، وإبتزازهم بها فى بعض الأحيان، غير قدرتة على التنويم المغناطيسى، فى تلك اللحظات لاتستطيع أن تغفل كلمة واحدة من شدة التشويق.

عيوب الفيلم 
من أبرز عيوب الفيلم هو عدم وجود نواحى شخصية تجعل المشاهد يبنى علاقة مع الأبطال، فقط الإعجاب بهم والرغبة فى معرفة الحقيقة لكم لم أشعر طوال مشاهدتى إنى متعاطفة معهم أو لا أرغب فى أن يستطيعوا الهرب من الشرطة.

وكذلك الفروق الفردية بين السحرة الأربعة كانت ضئيلة مما يجعلنا طوال الوقت نتسائل لماذا أربعة ؟ وما دور كل واحد منهم الذى لايستطيع الباقيين أن يفعلوه ؟

ماعدا الساحر ميريت ماكينى صاحب القدرات المبهرة بحق فى التنويم المغناطيسى ومعرفة الحقائق عن الشخص، عن طريق لغة الجسد فهو الوحيد الذى جعل من الشخصية التى يقدمها ذات صورة ثلاثية الأبعاد.

وكذلك من العيوب الرئيسية فى الفيلم أن التشويق طوال الفيلم لمعرفة من جمع هذا المجموعة كان بحاجة لمفاجأه أكبر من ذلك، الحقيقة لقد تفاجئت لكن توقعاتى التى أرتفعت من كم الإبهار طوال الفيلم جعلنى أنتظر شئ أسطورى لأجد فى النهاية تفسير مبهر لكن ليس على مستوى توقعاتى.

فى النهاية الفيلم يستحق الوقت الذى ستقضية عزيزى المشاهد لمتابعته ففى النهاية سوف تستمتع بوقت حافل بالتشويق والتسلية الحقيقية.