العلاقة الوثيقة مع طفلك الجديد


ماهي العلاقة الوثيقة ؟

عندما يتحدث الخبراء عن الرابطة الوثيقة فإنهم يشيرون بذلك إلى العلاقة الوطيدة التي تشكل بينك وبين طفلك . إنه هذا الشعور الذي يجعلك ترغبين في أن تغمرين طفلك بالحب والحنان وتكونين على استعداد للقيام بأي شيء لحمايته .  يتكون هذا الشعور لدى بعض الآباء والآمهات خلال الايام الاولى . أو حتى الدقائق الاولى من الولادة وقد يتطلب هذا الشعور وقتاً قليلاً لدى البعض الآخر وفي الماضي كان يعتقد الباحثون الذين قاموا بدراسة هذا الموضوع أنه من الضروري قضاء الكثير من الوقت مع الطفل حديث الولادة خلال الايام الاولى لتعجيل تكوين هذه العلاقة الوثيقة . إلا أننا نعلم الآن أن تكوين العلاقة قد يأتي مع مرور الوقت فالأهل الذين ينفصلون عن أطفالهم بعد الولادة مباشرة لأسباب طبية يمكنهم ايضاً تكوين علاقة وطيدة ومليئة بالحب .

ماذا لو لم تتكون هذه العلاقة مع طفلي فوراً ؟

لا تقلقي إن تكوين العلاقة بين الأهل وأطفالهم عملية معقدة وتستغرق بعض الوقت عادةً . طالما أنك تؤمنين طلبات طفلك الأساسية وتغدقين عليه الحنان باستمرار فلن يتألم إذا لم تشعري نحوه برباط قوي من النظرة الأولى . يوضح إدوارد كريستوفرسن أخصائي علم نفس الأطفال " ان هناك الكثير من القيل والقال حول موضوع العلاقة الوثيقة مع الطفل حديث الولادة ممايشعر الأمهات بالذنب مالم ينتابهن إحساس بأرتباط قوي مع طفلهن في الحال " ويضيف قائلاً إلا أن الشعور تلك الرابطه هو تجرة فردية . ومن الحكمة أن نتوقع حدوثها مع مرور الوقت . تماما مثلما نتوقع حدوثها من أول لحظة "

قد يكون طفلك جميلاً ويجذبك لضمه واحتضانه لكنه إنسان جديد تماماً فهو شخص عليك أن تعتادي عليه قبل أن تصبحا متقاربين كثيراً . لا يمكنك أن ترغمي نفسك على تكوين العلاقة الوثيقة . ولا توجد معادلة سحرية لتحقيق ذلك غير ان العلاقة الحقيقية بين الأهل وأطفالهم تتطور من خلال الرعاية اليومية مع الوقت . وازدياد معرفتك بطفلك وتعلمك كيفية تهدئته والاستمتاع بصحبته . سوف تتعمق مشاعرك نحوه . في اليوم الذي ترين فيه ابتسامته والتي قد تكون المره الاولى ستجدين انك تنظرين إلى طفلك وتدركين أن مجرد رؤيته تملؤك بالسعادة والحب تجاهه . هذه هي العلاقة الوثيقة .

متى يستدعي الامر القلق ؟

إذا وجدت أنك بعد مرور بضعة أسابيع لم تشعري برابطة اقوى تجاه طفلك وانك لسه مرتاحه معه مقارنة مع اليوم الاول . أو إذا شعرت بغربة إزاءه أو استياء منه . عليك التحدث حينها مع طبيبك . يعد اكتئاب ما بعد الولاده مرضاً حقيقياً وقد يتسبب في تأخير عملية تكوين علاقة وثيقة . ومن الأفضل أن تطلبي مساعدة طبيبك في أسرع وقت ممكن .

تعليقات