- لماذا يبكي طفلك ؟
لا يستطيع طفلك فعل أي شيء لنفسه، فهو يعتمد على شخص آخر لإمداده بالغذاء، والدفء، والراحة المطلوبة. إن البكاء هو الطريقة التي يعبر بها الطفل عن جميع هذه الاحتياجات أو إحداها والتأكد من استجابتك له.
في بعض الأحيان، يصعب عليك معرفة ما يحاول أن يقوله طفلك من خلال بكائه، هل هو جائع، أم يشعر بالبرد، أم هو عطشان، أم يحتاج إلى الاحتضان؟ إذا كنت حديثة العهد بالأمومة، قد تنزعجين قليلاً من بكاء طفلك عندما تكونين غير متأكدة مما يحتاج إليه. وربما تقلقين من أنه ليس على ما يرام.
لكنك ستتعرفين مع الوقت على أنماط بكاء طفلك المختلفة وتعرفين احتياجاته. مع نمو طفلك، تزداد تدريجياً قدرته على تعلم طرق جديدة للتواصل معك. ستتحسن قدرته على التواصل بالعينين، أو إصدار أصوات، أو حتى عن طريق الابتسامة، فتخف حاجته إلى البكاء لجذب الاهتمام.
يبكي بعض الأطفال أكثر من غيرهم أو في أوقات محددة من اليوم، وغالباً في وقت مبكر من المساء. إذا كان من الصعب تهدئة طفلك، فربما يحاول أن يقول:
- أنا جائع :
لا تستطيع معدة طفلك الصغيرة استيعاب كمية كبيرة من الغذاء، لذا إذا بكى طفلك، حاولي إعطاءه بعض الحليب (اللبن). قد يكون جائعاً، حتى إذا كنت قد أرضعته منذ وقت قريب. على الأرجح ستعطين طفلك رضعات كثيرة ومتكررة في الأيام الأولي من ولادته للمساعدة على تحفيز إنتاج الحليب. إذا كنت ترضعين طفلك حليباً اصطناعياً، قد لا يشعر بالجوع خلال ساعتين من آخر رضعة له.
قد لا يتوقف عن البكاء فوراً، لكن واصلي عملية الرضاعة لو رغب في الأمر.
- أحتاج إلى تغيير الحفاض :
قد يلبي تفقّد حفاض طفلك وتغييره إذا لزم الأمر حاجته. احرصي على ألا يكون الحفاض ضيقاً جداً وتأكدي من عدم وجود شيء آخر مرتبط بالملابس يزعجه.
- أنا أشعر ببرودة زائدة أو حرّ زائد :
تأكدي من عدم المبالغة في ملابس طفلك كي لا يشعر بالحرّ الزائد. فهو يحتاج عموماً إلى ارتداء طبقة إضافية واحدة فقط من الملابس أكثر مما ترتدين ليشعر بالراحة. أما إذا كان يوماً دافئاً، فسيكفيه ارتداء الحفاض وسترة بلا أكمام.
في المهد أو سلة موسى، حاولي استخدام ملاءة وبطانية خفيفة كفراش للسرير بدل الأغطية لترك مساحة من أجل إضافة أو إزالة الطبقات حسب الحاجة. يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يشعر بالحرارة أو البرد عبر تحسس معدته؛ فلو كان يشعر بالحرّ، أزيلي طبقة من الأغطية، أما إذا كان يشعر بالبرد، فعليك إضافة طبقة أخرى.
لا تعتمدي على تحسس يدي طفلك وقدميه كمؤشر، لأنه من الطبيعي أن يكون ملمسهما بارداً بعض الشيء. اضبطي درجة حرارة غرفة طفلك على حوالي 23 درجة مئوية واجعليه ينام على ظهره وقدماه باتجاه نهاية المهد حتى لا يتحرك تحت الغطاء ويتلوى إلى الأسفل فيشعر بالحرّ.
- أنا بحاجة إلى الاحتضان :
ربما يريد طفلك فقط أن تحتضنينه. جربي استخدام حمّالة الأطفال التي تمنحك فرصة حمل طفلك قريباً منك مع إبقاء يديك حرتين للقيام بأمور أخرى.
قد تخشين أن "تفسدي" طفلك إذا أكثرت من حمله، لكن هذا غير وارد خلال الأشهر الأولى من العمر. يحتاج المواليد الجدد إلى الكثير من الراحة الجسدية.
على الأرجح، يستمتع طفلك حديث الولادة بإحساس الاحتضان الدافئ وما يتبعه من أمان، تماماً مثلما كان داخل الرحم. قد يستعيد طفلك هذا الشعور عبر تقميطه (لفّه) في بطانيته.
ربما لا يحب طفلك أن يكون ملفوفاً بالقماط ويستجيب بشكل أفضل لوسائل أخرى من التهدئة والطمأنة، مثل كأن تغني له. إذا حملت طفلك قريباً منك، فقد يشعر بالأمان عند سماع دقات قلبك.
- أنا متعب وأحتاج إلى استراحة :
إذا حظي طفلك باهتمام كثير من الزوار، قد يتنبه أكثر من اللازم. ربما يصاب بالخوف بسبب الأضواء، والأصوات، والتنقل بين أيدي الأقارب. بعدها سيصعب على طفلك النوم عندما يحين الوقت لذلك.
قد يزداد بكاء طفلك عن المعتاد مع زيارة الأقارب، أو في بعض الأحيان مع نهاية كل يوم. ما لم يكن هناك سبب محدد لبكاء طفلك، ربما يرغب في القول: "لقد اكتفيت من ذلك". خذيه إلى مكان هادئ، وانسحبي تدريجيا بعيداً عن جميع المؤثرات الخارجية لمساعدته على الخلود إلى النوم.
- أحتاج إلى ما يشعرني بأنني أفضل :
انتبهي إلى التغيرات التي تطرأ على طفلك. إذا كان مريضاً، فسيبكي بنبرة تختلف عن بكائه المعتاد. قد يكون بكاؤه متواصلاً وتتميز نبرته بالوهن، والكثير من الإلحاح، والصوت الأعلى من المعتاد. قد يكون منزعجاً بشكل واضح وتصعب تهدئته. في المقابل، قد يدل هدوء طفلك إذا كان معتاداً على البكاء على أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام.
لا أحد يعرف طفلك أكثر منك. لو شعرت بوجود مشكلة، سارعي إلى الاتصال بطبيبتك.
يأخذ الأطباء دائماً شكوى الأم على محمل الجد. عليك استشارة طبيبتك إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في التنفس أثناء البكاء، أو إذا كان البكاء مصحوباً بالحمّى، أو القيء (الاستفراغ)، أو الإسهال، أو الإمساك.
اقرئي مقالتنا عن دواعي الاتصال بالطبيب لمزيد من التوجيه والإرشادات.
- أنا بحاجة إلى شيء لا أعرفه بالتحديد :
يُعرف المغص الحاد بأنه حالة من البكاء الذي يصعب تهدئته، والذي يعلو وينخفض لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل. إذا كان طفلك مصاباً بمغص حاد، فقد يبكي بصوتٍ عالٍ لوقت طويل ويحمّر لونه ويبدو عليه الانزعاج والاستياء، كما قد يرفض كل جهودك ومحاولاتك لتهدئته. قد يشدّ قبضتي يديه، أو يجذب ركبتيه إلى أعلى، أو يقوّس ظهره.
من المحبط ألا تستطيعي فعل أي شيء لتخفيف ألم طفلك. يجد الأهل صعوبة في التأقلم مع الطفل المصاب بالمغص الحاد، فيشكل ضغطاً عصبياً على الأسرة بأكملها.
يعتقد بعض الخبراء أن المغص الحاد يحدث بسبب ألم في البطن. قد يرجع السبب إلى حساسية أو عدم قدرة على هضم بعض المواد في حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.
لا يوجد علاج سحري للمغص الحاد، لكنه نادراً ما يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. ربما يفيدك التفكير في أن طفلك سوف يكبر وعندئذ لن يمر بكل هذه الحالة.
- ما زال طفلي يبكي، ماذا أفعل؟
- حاولي إيجاد إيقاع منتظم
ربما ينام طفلك على الصوت الرتيب في الإيقاع المنتظم لغسالة الملابس، أو المكنسة الكهربائية، أو مجفف الشعر. لا تحاولي أبداً وضع طفلك فوق الغسالة الكهربائية أو مجفف الملابس، ضعيه دائماً إلى جانبهما على الأرض.
جرّبي إسماعه القرآن أو الموسيقى الهادئة أو الغناء له.
- هدئي طفلك :
- حمل طفلك والمشي به .
- الجلوس معه في كرسي هزاز .
- استخدام أرجوحة آمنة مخصصة للأطفال .
- أخذه في مشوار بالسيارة .
- أخذه في عربته للتنزه في الخارج .
- جربي تدليك (مساج) جسم طفلك أو فرك بطنه :
إذا كان طفلك يعاني من مغص حاد أو يبكي بشدة، فقد يهدأ بتدليك بطنه. يحفّز فرك بطن طفلك بلطف باتجاه عقارب الساعة خروج الغازات وحركة الأمعاء ويساعد على تخفيف ضيقه وألمه.
يحتمل الإحساس بأنك أفضل وأنت تحاولين القيام بشيء يساعد طفلك على الراحة من المشكلة التي تضايقه.
- جرّبي وضعية مختلفة للرضاعة :
إذا كان طفلك يبكي بعد الرضعة مباشرة، فقد يكون ما زال جائعاً.
- دعيه يمص شيئاً :
- امنحيه حماماً دافئاً :
- لا يكلف الله نفساً إلا وسعها :
إذا كنت واثقة من تلبية جميع احتياجات طفلك وجربت كل ما يخطر على البال لتهدئته ولم تفلحي في ذلك، فقد حان الوقت للاعتناء بنفسك:
- ضعي طفلك في مهده، ودعيه يبكي لفترة قصيرة بعيداً عن مسامعك. وخذي نفساً عميقاً.
- استمعي إلى الموسيقى الهادئة لو كان ذلك يساعدك واسترخي للحظة أو اثنتين.
- إذا كنت وطفلك منزعجين وجربت كل ما بوسعك، اتصلي بإحدى صديقاتك أو قريباتك واحصلي على الدعم النفسي اللازم. امنحي نفسك فترة راحة ودعي شخصاً آخر مثل زوجك أو المربية يتولى أمر الطفل لفترة .
هذا البكاء مجرد مرحلة سرعان ما تنتهي. أن تكوني أماً لمولود جديد عمل شاق. أما أن تكوني أماً لمولود جديد كثير البكاء، فهذا قطعاً عمل يحمل مشقة أكبر. احصلي على المساعدة والدعم عندما تحتاجين إليهما، بدلاً من ترك زمام الأمور تفلت من يديك.
اعلمي أن كل يوم يمر، ينمو خلاله طفلك ويتعلم طرقاً جديدة للتواصل معك والتعبير عن احتياجاته. هكذا، ستجدين أنه سيتوقف عن البكاء بالتدريج .
تعليقات
إرسال تعليق