نجيب محفوظ «ابن الحارة المصرية» الذى وصل للعالمية وحصل على نوبل


تحل علينا اليوم الذكرى الـ27 على حصول الأديب المصرى الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل فى الأدب ، ليكون أول عربى يحصل عليها .

نقل نجيب محفوظ فى أعماله حياة الطبقة المتوسطة فى أحياء القاهرة ، فعبر عن همومها وأحلامها ، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية ، كما صور حياة الأسرة المصرية فى علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات فى المجتمع .

أمضى محفوظ، حياته فى حى الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية ، وهى أحياء القاهرة القديمة التى أثارت اهتمامه فى أعماله الأدبية وفى حياته الخاصة .

ولكن هذه الأعمال التى اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعًا رمزيًا ، كما فى رواياته أولاد حارتنا والحرافيش ورحلة ابن فطومة .

وتحول عدد كبير من روايات محفوظ إلى أفلام سينمائية ، مثل بداية ونهاية ، وخان الخليلى ، وزقاق المدق ، والسراب ، واللص والكلاب ، وبين القصرين ، وقصر الشوق ، والسكرية ، والسمان والخريف ، والطريق ، والشحاذ ، والقاهرة 30 ، وثرثرة فوق النيل ، وميرامار ، والحب تحت المطر ، والكرنك، ووصمة عار ، والحرافيش ، وفتوات بولاق ، والمطارد ، وشهد الملكة ، والجوع ، وأصدقاء الشيطان ، والتوت والنبوت ، وعصر الحب ، وأميرة حبى أنا ، ودنيا الله ، والشريدة ، والمذنبون ، وأهل القمة ، والشيطان يعظ ، والخادمة .

كانت بنت الجيران هى الحب الأول فى حياة محفوظ ، ورغم قدرته على الفوز بجائزة نوبل فى الآداب ، فإنه لم يستطع تكليل حبه بالزواج ، وحالت ظروف وفاة والده دون تحقيق أحلامه وعدم فوزه بحبيبته والزواج منها رغم أنه خطبها .

وقال محفوظ فى أحد حواراته إن والده توفى وترك له والدته وأختا أرملة أما لصغيرين فى حاجة إلى تربية ، وكان راتبه لا يكفى، وأخوه الأكبر تزوج منذ سنوات وانشغل بأسرته ، وفى هذا الوقت كان خاطبًا لحبيبته الأولى قبل موت أبيه ، فذهب إليها وأفهمها ظروفه وافترقا ، وظل هكذا حتى سرقه سن الزواج .


وأضاف أنه رغم تغير الظروف فإنه ظل كما هو دون زواج لأن سن المرونة فى أخلاقه فات ، فالزواج عبارة عن توافق وتوازن وشركة ، ويعنى بذلك أن الرجل يقابل المرأة فى منتصف الطريق ، فيتنازل لها عن أشياء وتتنازل له عن أشياء ، أما هو فقد كبر ، ولكنه اعتاد على العزوبية ورفض أن يغير شيئًا من عاداته وطباعه ، ورفض أيضًا أن يعذب تلك التى سترتبط به بإرغامها على نظام حياته دون أن تكون لها كلمة واحدة أو رأى واحد .

ولكن شاءت الأقدار أن يعدل محفوظ عن قراره، وتزوج فى فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله، ولم يعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنوات من حدوثه، عندما تشاجرت إحدى ابنتيه مع زميلة لها فى المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.

وفى أحد المقاهى بوسط البلد، جلس محفوظ مع أستاذه الحكيم وطلبا فنجانين من القهوة، وبدأ الحكيم الحديث بقوله ساخرًا: "شوف بقى، هتقول لى أنا اللى هادفع الحساب وهاقول لك لأ أنا اللى هادفعه، خلى كل واحد فينا يدفع حسابه أحسن علشان مانتخانقش".