جاليليو جاليلى مكتشف كروية الأرض ومخترع التليسكوب ..


ولد العالم جاليليو جاليلى فى 15 فبراير 1564 وتوفى عام 8 يناير 1642، عالِم فلكى وفيلسوف وفيزيائى إيطالى، ولد فى بيزا بإيطاليا. نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولا بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة.

كان جاليليو ماهرا فى الرياضيات والموسيقى، لكنه كان رقيق الحال، لذلك اعتزم ألا يعمل ابنه فى أى عمل من الأعمال التى لا تكسب صاحبها مالا، ومن ثم أرسله إلى جامعة بيزا لدراسة الطب. ووصل جاليليو وهو ما يزال طالبا لتحقيق أول مكتشفاته عندما أثبت أنه لا علاقة بين حركات البندول وبين المسافة التى يقطعها فى تأرجحه، سواء طالت المسافة أو قصرت.

واهتم بعد ذلك بدراسة الهندسة إلى جانب الطب، وبرع فيها حتى بدأ يلقى المحاضرات على الطلاب بعد ثلاث سنوات فقط. وفى ذلك الوقت كان العلماء يظنون أنه لو ألقى من ارتفاع ما بجسمين مختلفى الوزن فإن الجسم الأثقل وزنا يصل إلى الأرض قبل الآخر. لكن جاليليو أثبت بالنظرية الرياضية خطأ هذا الاعتقاد، ثم اعتلى برج بيزا وألقى بجسمين مختلفى الوزن فاصطدما بالأرض معا فى نفس اللحظة. وأوضح أيضا خطأ عدة نظريات رياضية أخرى. وانتقل جاليليو بعد ذلك إلى مدينة بادوفا بجمهورية البندقية وفى جامعتها بدأ يلقى محاضراته فى الرياضيات، وكان فى هذا الوقت قد نال نصيبه من الشهرة. وفى بادوا اخترع أول ترمومتر هندسى.

كان ممن اتبع طرق التجريبية فى البحوث العلمية. وبحث فى الحركة النسبية، وقوانين سقوط الأجسام، وحركة الجسم على المستوى المائل والحركة عند رمى شىء فى زاوية مع الأفق واستخدام البندول فى قياس الزمن.

فى سنة 1609 بدأ جاليليو يصنع منظارا بوضع عدستين فى طرفى أنبوبة من الرصاص، وكان أفضل بكثير من الذى صنعه ليبرشى. بعد ذلك انكب جاليليو على منظاره يحسن من صناعته، وراح يبيع ما ينتج منه بيديه، وصنع المئات وأرسلها إلى مختلف بلاد أوروبا، وكان لنجاحه صداه فى جمهورية البندقية، ففى تلك الأيام كان كل فرد يعتقد أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وكان الطريق اللبنى يعتبر حزمة من الضوء فى السماء، وأن القمر مسطح الشكل. ولكن عندما نظر جاليليو من خلال عدسات منظاره لم يجد شيئا من هذا كله صحيحا، فقد رأى أن فى القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشترى له أقمار، مثلها مثل القمر الذى يدور حول الأرض، ورأى أن الطريق اللبنى ليس مجرد سحابة من الضوء إنما هو يتكون من عدد هائل من النجوم المنفصلة والسديم.

وكتب كتابا تحدث فيه عن ملاحظاته ونظرياته، وقال إنها تثبت الأرض كوكب صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب، وشكا بعض أعدائه إلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية بأن بعض بيانات جاليليو تتعارض مع أفكار وتقارير الكتاب المقدس، وذهب جاليليو إلى روما للدفاع عن نفسه وتمكن بمهارته من الإفلات من العقاب لكنه انصاع لأمر الكنيسة بعدم العودة إلى كتابة هذه الأفكار مرة أخرى، وظل ملتزما بوعده إلى حين، لكنه كتب بعد ذلك فى كتاب آخر بعد ست عشرة سنة نفس الأفكار، وأضاف أنها لا تتعارض مع شىء مما فى الكتاب المقدس. وفى هذه المرة أرغمته الكنيسة على أن يقرر علانية أن الأرض لا تتحرك على الإطلاق وأنها ثابتة كما يقول علماء عصره. ولم يهتم جاليليو لهذا التقرير العلنى.

خلال عصر النهضة ظهر كل من عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس، والذى كان راهبًا، وقد صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرما يدور فى فلكها وذلك سنة 1543، وغاليليو غاليلى الكاثوليكى المتدين، الذى نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولا بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التكنولوجيا الجديدة للتلسكوب. بعد تأسيس الكنيسة اعتمدت فى ذلك الوقت لنظريات اليونان القديمة والتى وضعت فى مرحلة ما قبل المسيحية من قبل بطليموس وأرسطو، وهى نموذج مركز الأرض. عندما بدأ جاليليو إلى التأكيد على أن الأرض فى الواقع تدور حول الشمس، وجد نفسه قد طعن فى المؤسسة الكنسية فى وقت حيث التسلسل الهرمى للكنيسة قد ارتبط مع السلطة الزمنية، وكانت تعيش فى صراع وتحدى سياسى متواصل يقابله صعود البروتستانتية. بعد مناقشات مع البابا أوربان الثامن الذى أبدى إعجابه ودعمه لنظرية غاليليو، وبالتالى فقد أعتقد أنه أمكنه تجنب توجيه اللوم عن طريق عرض حججه فى شكل حوار.

كون جاليلو دعم نظرية كوبرنيكوس علنيًا قام خصوم الأخير، والذين كانوا من الداعين لنموذج مركز الأرض المعروف منذ أيام اليونان القدماء، بالهجوم عليه وشكوته إلى البابا محتجين أن ما يدعو إليه يخالف تفسيرهم لبعض الآيات فى التوراة. رغم أن الفكرة التى أدين جاليلى بسببها وهو مركزية الشمس كانت قد ظهرت أولا على يد كوبرنيك واستقبلت بحفاوة فى بلاط البابا بولس الثالث سنة 1543

ما يعكس تأثير الوضع السياسى على الكنيسة. بالرغم أن جاليليو لم يكن طرفًا فى ذلك النزاع، وكانت قد تركه رجال الكنيسة بسبب صداقته مع البابا أوربان الثامن. لكن بسبب الضغوط التى وجهت البابا وكونه كان فى مرحلة سياسية صعبة فقد جاليليو من يحميه ويدافع عنه فى روما فحكمت عليه المحكمة بعد سنوات من المراقبة متداخلة، مشاورات مع الباباوات، ومناقشات شفهية وخطية مع علماء الفلك ورجال الدين، فعقدت محاكمة من قبل محاكمة التفتيش الرومانية سنة 1632. اتهم جاليليو بالاشتباه بالهرطقة وحكم عليه بالسجن لإرضاء خصومه الثائرين وفى اليوم التالى خف الحكم إلى الإقامة الجبرية. وتم منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة وقد دافع غاليليو عن نظرية مركزية الشمس، قائلا إنها لا تعارض ما ورد فى النصوص الدينية منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلى فى بيته وأمضى به بقية حياته. يرى عدد من المؤرخين أن الحكم الذى صدر ضد غاليليو ومحاكمته كانت لدوافع سياسية وشخصية بعد محاكمة غاليليو وبحسب المؤرخ جاكوب برونسكى: «كان من تأثير محاكمة غاليليو انتقال الثورة العلمية من الآن فصاعدا إلى أوروبا الشمالية.»

[source]