أنا الأن في مفترق ثلاث طرق ، طريق الشهوة ، و طريق الحب ، و طريق العلم ، نفسي تنظر بأتجاه الشهوة ، و قلبي ينظر بأتجاه الحب ، وعقلي ينظر بأتجاه العلم ، فماذا سأتبع ؟! إذا أتبعت عقلي فكيف سأعيش دون قلبي ؟
وعند ذاك سأعيش في صراع بين عقلي و علمي ، و بأي وسيله سأُقاوم نفسي ، و إذا أتبعت قلبي فكيف سيكون هناك حياه لا عقل لها ، و كيف سأُقاوم نفسي ، و إذا أتبعت نفسي سأعيش حياه حيوانيه ، لا عقل فيها و لا قلب ؛ إذاً ماذا أفعل ؟
وهنا قررت بأن أتجه بجسدي الى البعد الرابع ، وهو الصلاه ، جسد خالي من العقل ، والقلب ، والشهوة ، وبدأت في الصلاه بجسدي فقط ، يوم ، الثاني ، وفي الثالث رأيت عقلي يفتح عيّنه ، يفكر في ما أقوله في صلاتي ، وقلبي بدأ في التنفس ، بدأ يشعر بخشوع من الكلام الذي اقوله في صلاتي ، وعقلي بدأ في الاستغراب و يتسائل ما يبدى من القلب هذا وبدأ يحلل ، وهنا خرجت نفسي مني ، وأخذت تنظر في وضعين ، الأول هو ما عليه العقل من تحليل لكل ما يسمع والقلب من خشوع ، أما الثاني هو ما كانت عليه في الشهوة ، وبدأت تقارن بين الوضعين ، فتجد هناك قلب فظ يرى الضعفاء ولا يبالي ولا يرحم ، وعقل شبه ميّت لا يُفكر إلا في الاشياء البسيطه ؛ وهنا قلب يتألم بمجرد كلام يسمعه ، فماذا سيفعل إذا رأى احدهم يتألم ، وعقل كل كلمه يسمعها يفكر فيها ، ويحللها.
فتذكرَت قول الله سبحانه و تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء } ومن هنا جاء القرار بأن تختار الوضع الذي تكون فيه نفس تقيه ، ولكن خُلقت الشهوة في نفوسنا ، فكيف سنُقاومها ؟
تذكرَت قول الله سبحانه و تعالى: { واستعينوا بالصبر و الصلاه } ومن ذلك الحين فهمت و تأكدت أن القرار يبدأ من النفس و ليس العقل او القلب ، وتيّقنت بأن الصلاه هي دواء الشهوه ، هي الحب ، هي العلم ، الصلاة هى الحياة.
الكاتب / هيمه مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق